و"العزيز" أي: الذي له جميع معاني العزة، الذي له العزة بجميع معانيها، وهي ترجع إلى ثلاثة معانٍ كلها ثابتة لله عز وجل على التمام والكمال. المعنى الأول: عزّة القوة، وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات وإن عظمت، المعنى الثاني: عِزّة الامتناع فإنه الغني بذاته فلا يحتاج إلى أحد، لا يبلغ العبادُ ضرَّه فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه، بل هو الضارُّ النافع،المعنى الثالث: عِزّة القهر والغلبة لجميع الكائنات، فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته منقادة لإرادته،
و"الكفيل" معناه: القائم بأمور الخلائق المتكفِّل بأقواتهم وأرزاقهم و"الوكيل" معناه: الكافي الكفيل، وهو عامٌّ وخاص: أما العام: المتكفِّل بأرزاق جميع المخلوقات وأقواتها، القائم بتدبير شؤون الكائنات وتصريف أمورها. والخاص: أي: نِعْمَ الكافي لمن التجأ إليه والحافظ لمن اعتصم به، وهو خاص بعباده المؤمنين به المتوكلين عليه.
السلام من جميع العيوب والنقائص، لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله، فهو جل وعلا السلام الحق بكل اعتبار، سلامٌ في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيَّله وهم، وسلام في صفاته من كل عيب ونقص، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص وشر وظلم وفعل واقع على غير وجه الحكمة، وهو سبحانه السلام من الصاحبة والولد، والسلام من النظير والكفء والسميّ والمماثل، والسلام من الند والشريك
المجيب يدل على أنه سبحانه يسمع دعاء الداعين، ويجيب سؤال السائلين، ولا يخيب مؤمناً دعاه، ولا يرد مسلماً ناجاه، ويحبُّ سبحانه أن يسأله العباد جميع مصالحهم الدينية والدنيوية، من الطعام والشراب والكسوة والمسكن، كما يسألونه الهداية والمغفرة والتوفيق والصلاح والإعانة على الطاعة، ونحو ذلك، ووعدهم على ذلك كله بالإجابة مهما عظمت المسألة، وكثر المطلوب، وتنوعتْ الرغباتُ
"القيُّوم" فيه إثبات القَيُّمية صفةً لله، وهي كونه سبحانه قائماً بنفسه مقيماً لخلقه، فهو اسم دالٌّ على أمرين: الأول: كمالُ غنى الربِّ سبحانه، فهو القائم بنفسه، الغنيُّ عن خلقه، الثاني: كمال قدرته وتدبيره لهذه المخلوقات، فهو المقيم لها بقدرته سبحانه، وجميع المخلوقات فقيرة إليه
أنه تعالى مقدَّس ومنزه عن النقائص والعيوب كلها؛ لأن أصل الطيب الطهارة والسلامة من الخبث، والله جل وعلا لم يزل ولا يزال كاملاً بذاته وصفاته، وأفعالُه وأقواله صادرةٌ عن كماله، كمل سبحانه ففعل الفعل اللائق بكماله، ومن هنا فأسماء الله الحسنى وصفاته العلا دالة على ما يفعله ويقوله، وما لا يفعله ولا يقوله، فإنه سبحانه يفعل ويقول ما هو موجب كماله وعظمته ولا يفعل ولا يقول ما يناقض ذلك